الصلاة البرزخية
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلٰى سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ، البَرْزَخِ بَيْنَ الْأَحَدِيَّةِ وَالوَاحِدِيَّةِ، وبَيْنَ البُطُوْنِ وَالظُّهُوْرِ، سِرِّ التَّجَلِّي الْأَعْظَمِ، أَحْمَدُ البِدَايَةِ وَالبِشَارَةِ، مُحَمَّدُ النِّهَايَةِ وَالهِدَايَةِ، مَحْمُوْدُ السِّيْرَةِ وَالسَّرِيْرَةِ، مُصْطَفَى العِنَايَةِ وَالرِّعَايَةِ، وَعَلٰى آلِهِ وَسَلِّمْ، عَدَدَ كَمَالِكَ وَكَمَا يَلِيْقُ بِكَمَالِهِ.
صلاة التجلي
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلٰى سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ، مَجْلَى الرُّبُوْبِيَّةِ بِقَوْلِ : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبيَاء : ١٠٧]، وَمُفْتَتَحِ النُّبُوَّةِ بِقَوْلِ : ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النمل : ٦]، وَتَجَلِّي الْأُلُوْهِيَّةِ الْأَعْظَمِ بِقَوْلِ : ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى : ٥٢]، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيْمِ، وَالنَّهْجِ القَوِيْمِ، وَالصِّرَاطِ ٱلمُسْتَقِيْمِ، الرَّءُوْفُ الرَّحِيْمُ، وَعَلٰى آلِهِ وَسَلِّمْ بِقَدْرِ مَا وَضَعْتَهُ فِيْهِ مِنْ أَسْرَارِكَ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْهُ أَوْفَرَ نَصِيْبٍ مِنَ العِنَايَةِ وَالرِّعَايَةِ، يَا اللّٰه يَا مُجِيْبُ.
صلاة الأولية والآخرية
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلٰى سَیِّدِنَا أَحْمَدِ الْأَوَّلِيَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَسَيِّدِنَا مُحَمَّدِ الآخِرِيَّةِ وَالنُّبُوَّةِ وَالهِدَايَةِ، ٱلمُتَخَلِّقِ بِالعُبُوْدِيَّةِ، وَالقَائِمِ بِحُقُوْقِ الرُّبُوْبِيَّةِ وَالْأُلُوْهِيَّةِ عَلٰى أَكْمَلِ وَجْهٍ، وَعَلٰى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَأَنِلْنَا مِنْهُ وَعَلٰى يَدَيْهِ أَوْفَرَ نَصِيْبٍ مِنَ القُرْبِ وَالتَّخْصِیْصِ، یَا کَرِیْمُ، يَا مُجِيْبُ، يَا وَدُوْدُ، يَا اللّٰهُ، يَا اللّٰهُ، يَا اللّٰهُ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف : ۱۸۰]
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب : ٥٦]
اللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ بِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْنَا مِنْهَا وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، ٱلمُتَعَلِّقِ وَٱلمُتَخَلِّقِ وَٱلمُتَحَقِّقِ بِهَا، وَعَلٰى آلِهِ، وَارْزُقْنَا مَحَبَّةً فِيْهِ وَتَعَلُّقًا بِهِ، يُوْرِثُنَا مِنْهُ وَعَلٰى يَدَيْهِ تَعَلُّقًا وَتَخَلُّقًا وَتَحَقُّقًا بِأَسْمَائِكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللّٰهُمَّ يَا مَنْ هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُو، صَلِّ صَلَاةَ هُوِّيَةٍ عَلٰى مَنْ جَعَلْتَهُ هُوِيَّةَ الْأَكْوَانِ وَسِرَّ رُوْحَانِيَّتِهَا، سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُوْلِكَ، وَعَلٰى آلِهِ وَسَلِّمْ، وَاجْعَلْهُ هُوِيَّةً لِذَاتِي، وَرُوْحًا لِرُوْحِي، أَسْلَمُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْأَشْقِيَاءِ، وَأَنَالُ بِهَا عَطَاءَ السُّعَدَاءِ.
١
اللّٰهُمَّ يَا اللّٰهُ، صَلِّ صَلَاةَ أُلُوْهِيَّةٍ، وَسَلِّمْ سَلَامَ رُبُوْبِيَّةٍ، وَبَارِكْ بَرَكَةَ خُصُوْصِيَّةٍ، عَلٰى عَبْدِكَ الهَادِي لِسُبُلِ رَشَادِكَ، وَالقَائِمِ بِشُّكْرِ نَعْمَائِكَ، سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللّٰهِ، وَعَلٰى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَارْزُقْنَا اللّٰهُمَّ هِدَايَةً مِنْ هِدَايَتِهِ، وَسَلَامًا مِنْ رُبُوْبِيَّتِهِ، وَبَرَكَةً مِنْ عُبُوْدِيَّتِهِ، نَسْلَمُ بِهَا مِنْ كُلِّ مَكْرُوْهٍ وَسُوْءٍ يَارَبَّ العَالَمِيْنَ.
٣/٢
اللّٰهُمَّ يَا رَحْمَنُ بِجَلَائِلِ النِّعَمِ وَيَا رَحِيْمُ بِلَطَائِفِ المِنَنِ، فَأَنْتَ رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيْمُهُمَا، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ الرَّحمَنِ وَعَبْدِ الرَّحيمِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي جَعَلْتَهُ مَظْهَرًا لِلرَّحْمَانِيَّةِ، وَسِرًّا سَارِيًا بِالرَّحْمَةِ لِلْعَالَمِيْنَ بِتَجَلِّي الرَّحِيْمِيَّةِ، صَلَاةً أَحْمَدُ بِهَا رَحْمَانِيَّتَكَ، وَأَشْكُرُ بِهَا رَحِيْمِيَّتَكَ، فَتَرْحَمَنِي بِهَا رَحْمَةً تُغْنِيْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ، فَلَا تَكِلْنِي لِنَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيْمُ.
٤
اللّٰهُمَّ يَا مَلِكُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ ٱلمَلِكِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي مَلَّكْتَهُ الكَوْثَرَ وَالشَّفَاعَةَ، وَٱلمَقَامَ ٱلمَحْمُوْدَ، وَالحَوْضَ ٱلمَوْرُوْدَ، صَلَاةً تُمَلِّكُنَا بِهَا أَعْمَارًا فِي طَاعَتِكَ، وَأَلْسِنَةً فِي ذِكْرِكَ، وَقُلُوْبًا فِي مُرَاقَبَتِكَ، وَأَرْوَاحًا فِي شُهُوْدِكَ، وَأَسْرَارًا فِي حُبِّكَ، وَإِيْثَارِكَ عَلٰى كُلِّ مَطْلُوْبٍ يَا مَنْ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ.
٥
اللّٰهُمَّ يَا قُدُّوْسُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ القُدُّوْسِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي قَدَّسْتَهُ عَنِ الهَوَى بِالْوَحْيِ، وَعَنِ ٱلمَعْصِيَةِ بِالْعِصْمَةِ، وَهَدَيْتَهُ وَهَدَيْتَ بِهِ، فَكَانَ نَجْمَ هِدَايَتِكَ ﴿وَعَلَـٰمَـٰتٍ ۚ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل:١٦]، ﴿وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ (٤)﴾ [النجم:١-٤]، صَلَاةً تُقَدِّسُنَا بِهَا عَنْ كُلِّ وَصْفٍ وَفِعْلٍ وَقَوْلِ يَحْجُبُنَا عَنْكَ حَتَّى نَكُوْنَ بِكَ وَلَكَ يَارَبَّ العَالَمِيْنَ.
٦
اللّٰهُمَّ يَا سَلَامُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ السَّلَامِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي سَلَّمْتَهُ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ،وَحَلَّيْتَهُ بِكُلِّ كَمَالٍ وَجَمَالٍ، صَلَاةً أَسْلَمُ بِهَا مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ، وَيَسْلَمُ بِهَا ٱلمُسْلِمُوْنَ مِنْ لِسَانِي وَيَدِي.
٧
اللّٰهُمَّ يَا مُؤْمِنُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ ٱلمُؤْمِنِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي أَمِنْتَهُ عَلٰى خَزَائِنِ الْمُلْكِ وَٱلمَلَكُوْتِ، صَلَاةً يَأمَنُنِي النَّاسُ بِهَا عَلٰى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، وَحَتَّى أُحِبَّ لِلْمُسْلِمِيْنَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَيَصِيْرَ النَّبِيُّ صَلَّ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَمِنْ نَفْسِي، حَتَّى يُشْرِقَ نُوْرُ اليَقِيْنِ عَلٰى قَلْبِي، فَأَبْلُغَ بِهِ مَقَامَ الصِّدِّيْقِيْنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
٨
اللّٰهُمَّ يَا مُهَيْمِنُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ ٱلمُهَيْمِنِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي جَعَلْتَهُ مُهَيْمِنًا عَلٰى خَلْقِكَ بِقَوْلِكَ:﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍۭ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ شَهِيدًا﴾ [النساء:٤١]، صَلَاةً أُهَيْمِنُ بِهَا عَلٰى نَفْسِي رَقَابَةً وَتَزْكِيَةً وَمُحَاسَبَةً، حَتَّى لَا أَغْفُلَ عَنْكَ يَقَظَةً وَمَنَامًا يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ.
٩
اللّٰهُمَّ يَا عَزِيْزُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي جَعَلْتَ عِزَّهُ مِنْ عِزِّكَ، وَعِزَّ ٱلمُؤْمِنِيْنَ مِنِ انْتِمَائِهِمْ إِلَيْهِ بِقَوْلِكَ:﴿وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:٨]، صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا هِمَّتِي عَنِ الخَلْقِ، إعتِمَادًا عَلٰى مَنْ عِزُّهُ لَا يَفْنَى،مُتَحَقِّقًا بِقَوْلِكَ:﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر:١٠]، وَصَدَقَ اللّٰهُ القَائِلُ:﴿سُبْحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلَـٰمٌ عَلَى ٱلْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ (١٨٢)﴾ [الصافات:١٨٠-١٨٢]
١٠
اللّٰهُمَّ يَا جَبَّارُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ الجَبَّارِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي جَبَرْتَ بِهِ الْأَكْوَانَ، فَخَرَجَتْ مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجُوْدِ عَلٰى وَفْقِ ٱلمَشِيْئَةِ، صَلَاةً تَجْبُرُ بِهَا كَسْرِي، وَتُمِدُّنِي بِقُوَّةٍ أَجْبُرُ بِهَا شَهْوَتِي فَلَا أَعْصِيَكَ، وَنَفْسِي فَلَا تَهْوَى إِلاَّ إِيَّاكَ، وَقَلْبِي فَلَا يَرْكَنَ إِلاَّ إِلَيْكَ، وَرُوْحِي فَلَا تَشْهَدَ سِوَاكَ، وَسِرِّي فَلَا يُحِبَّ غَيْرَكَ يَارَبَّ العَالَمِيْنَ.
١١
اللّٰهُمَّ يَا مُتَكَبِّرُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ ٱلمُتَكَبِّرِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِكَ، فَجَعَلْتَهُ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَإِمَامًا لِلْأَنْبِيَاءِ وَٱلمُرْسَلِيْنَ، صَلَاةً تُزِيْلُ بِهَا عَنِّي كُلَّ كِبْرٍ، حَتَّى أُتَوِّجَ عُبُوْدِيَّتِي بِالذُّلِّ وَالْإِنْكِسَارِ، وَأَتَحَقَّقَ بِالْإِفْتِقَارِ وَالْإِضْطِرَارِ، ٱلَّذِي هُوَ سَبَبٌ لِقَبُوْلِ الدُّعَاءِ ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل:٦٢]
١٢
اللّٰهُمَّ يَا خَالِقَ الأَكْوَانِ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ الخَالِقِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي خَلَقْتَهُ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيْمٍ، صَلَاةً تُظْهِرُ خَلْقِي وَخُلُقِي عَلٰى أَحْسَنِ تَقْوِيْمٍ، بِكَمَالِ الإِيْمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، مُتَحَقِّقًا بِقَوْلِكَ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْنَـٰهُ أَسْفَلَ سَـٰفِلِينَ (٥) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ (٦)﴾ [التين:٤-٦] يَا اللّٰهُ يَا مَنْ ﴿أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ﴾ [السجدة:٧] يَا (أَحْسَنَ الخَالِقِيْنَ)
١٣
اللّٰهُمَّ يَا بَارِئَ الْأَكْوَانِ عَلٰى غَيْرِ مِثَالٍ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ البَارِئِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي بَرَأْتَهُ عَلٰى صُوْرَةٍ بَرِئَ فِيْهَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَنُقْصَانٍ، حَتَّى صَيَّرْتَهُ سَيِّدَ الْأَكْوَانِ، صَلَاةً أَبْرَأُ بِهَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَنَقْصٍ، فَتَصِيْرَ صُوْرَتُهُ حَقِيْقَتِي، وَحَقِيْقَتُهُ جَامِعَ عَوَالِمِي الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، يَا نِعْمَ ٱلمُجِيْبُ.
١٤
اللّٰهُمَّ يَا مُصَوِّرَ، بَنِي آدَمَ فِي صُوْرَةٍ، فَنِعْمَ الخَالِقُ ٱلَّذِي أَظْهَرَ ٱلمَخْلُوْقَاتِ، وَنِعْمَ البَارِئُ ٱلَّذِي شَكَّلَهَا، وَهَيَّأَهَا، وَوَقَّتَهَا، وَٱلمُصَوِّرُ ٱلَّذِي جَمَّلَهَا وَأَخْرَجَهَا فِي أَحْسَنِ صُوْرَةٍ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ ٱلمُصَوِّرِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي حَسَّنْتَ خَلْقَهُ وَخُلُقَهُ، فَكَانَ إِمَامً لِلْمُحْسِنِيْنَ، صَلَاةً أَحْمَدُكَ بِهَا عَلٰى مَا صَوَّرْتَنِي، وَشَقَقْتَ سَمْعِي وَبَصَرِي، حَتَّى أَكُوْنَ مِنَ القَلِيْلِ فِي قَوْلِكَ : ﴿وَقَلِيلٌۭ مِّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ﴾ [سبأ:١٣].
١٥
اللّٰهُمَّ يَا غَفَّارَ الذُّنُوْبِ، وَمَاحِيَ العُيُوْبِ، وَمُفَرِّجَ الكُرُوْبِ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ الغَفَّارِ، وَعَلٰى آلِهِ، المُتَحَقِّقِ بِاسْمِكَ الغَفَّارِ، فَتَنَازَلَ عَنْ حَقِّهِ لِأُمَّتِهِ، وَكُلَّمَا أُوذِيَ قَالَ : (اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَأِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُوْنَ) فَحَقَّقْتَ مَأمُوْلَهُ، فَغَفَّرْتَ لِأَجْلِهِ مَا فُعِلَ فِي حَقِّهِ بِبِشَارَةِ ﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح:٢] صَلَاةً أَنَالُ بِهَا إِرْثًا مِنْ هَذَا الْإِسْمِ، فَأَتَصَدَّقَ بِعِرْضِي عَلٰى المُسْلِمِيْنَ، وَأَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْ عُيُوْبِهِمْ، وَأَسْتُرَهُمْ لِتَسْتُرَنِي، وَأَغْفِرَ لَهُمْ لِتَغْفِرَ لِي، وَأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ لِتُحْسِنَ إِلَيَّ، يَا غَافِرَ الذَّنْبِ وَقَابِلَ التَّوْبِ يَا اللّٰهُ.
١٦
اللّٰهُمَّ يَا قَهَّارُ، صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَلٰى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ القَهَّارِ، وَعَلٰى آلِهِ، ٱلَّذِي قَهَرْتَ بِهِ المَعْدُوْمَ فَأَخْرَجْتَهُ لِلْوُجُوْدِ، وَقَهَرْتَ بِهِ المَوْجُوْدَ فَكَانَ طِبْقًا لِمُرَادِكَ، وَقَهَرْتَ بِهِ الظَّلَامَ بِأَنْوَارِ الْإِيْمَانِ وَالْإِيْقَانِ، وَقَهَرْتَ بِهِ الكُفْرَ بِظُهُوْرِ الْإِسْلَامِ، وَقَهَرْتَ بِهِ الجَهْلَ بِالعِلْمِ وَالعِرْفَانِ، وَقَهَرْتَ بِهِ الشَّهْوَةَ وَالعِصْيَانَ بِالطَّاعَةِ وَالْإِيْمَانِ، وَقَهَرْتَ بِهِ الغَفْلَةَ بِالمُرَاقَبَةِ وَالْإِحْسَانِ، صَلَاةً أَقْهَرُ بِهَا الشَّيْطَانَ، فَلَا يَكُوْنُ لَهُ عَلٰى سٌلْطَانٌ، وَأَقْهَرُ بِهَا النَّفْسَ فَتَنْقَادَ لِلطَّاعَةِ، وَتَتَبَرَّأُ مِنَ الهَوَى ،وَأَقْهَرُ بِهَا العَقْلَ فَيَنْقَادَ لِلشَّرْعِ، وَ يَنْجُوَ مِنَ الْإِعْتِرَاضِ، حَتَّى أَصِيْرَ سَيْفًا مِنْ سُيُوْفِكَ تَقْهَرُ بِيَ الجَبَابِرَةَ وَالكُفَّارَ، وَتَنْصُرُ بِيَ الصَّالِحِيْنَ عَلٰى الفُجَّارِ، إِنَّكَ عَلٰى كُلِّ شَئٍ قَدِيْرٌ.